يا ثوار ويا جماهير شعبنا السوري العظيم، نبارك لكم هذا النصر المبين على الطاغية بشار الأسد ودحر الاحتلال الإيراني وإنهاء ستة عقود من الحكم الشمولي لآل الأسد في سورية الحبيبة، سورية الشموخ، سورية العروبة، سورية التعددية. لقد جاء نصركم هذا بجهودكم ودمائكم وآلامكم وكفاح شعبكم.
سورية الشقيقة، قلب العروبة النابض وأرض التاريخ والحضارات، موطن أول أبجدية عرفها الإنسان ومنارة الإبداع والثقافة، شهدت اليوم حدثا تاريخيا سيظل محفورا في ذاكرة الأمة العربية والعالم. نحن في التجمع الاحوازي نهنئ الشعب السوري الشقيق وكل أحرار العالم بسقوط نظام بشار الاسد الاستبدادي الطائفي الذي أذاق السوريين الويلات، وأمعن في قتلهم وتهجيرهم، وتدمير وطنهم العريق. إن سقوط هذا النظام يمثل انتصار للكرامة الإنسانية ولإرادة الشعوب الحرة، وفي الوقت ذاته، صفعة كبري للمشروع الإيراني التوسعي الذي حاول اللعب بهوية سوريا وتقزيم دورها العروبي في نهضة العرب وتقدمها عبر إنشاء تحالف طائفي معادي للمبادىء الوطنية وللهوية والمصالح العربية. لقد اثبتت سورية مرة أخرى أن الشعوب، مهما طال أمد الاستبداد، قادرة على التحرر من القيود واستعادة سيادتها وهويتها. إن انتصار سوريا انتصارًا لكل الأمة العربية واحرار العالم، ورسالة واضحة للجميع ان الظلم والطغيان مهما استقوى بالاخرين لن يدوم أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية. نحن في التجمع الاحوازي نيابة عن الشعب العربي الاحوازي نتمنى ان تعيد الثورة السورية للأمة روحها، وها هي اليوم قد أسقطت مشاريع التبعية والاستعمار الجديد، ووضعت حدا للتدخلات الإيرانية التوسعية المعادية لطموحات الشعب السوري وكل الشعوب في المنطقة ومحاولاتها المتعمدة لتقويض استقلال سوريا وتغيير ملامحها. اننا في التجمع الاحوازي نؤمن بأن التجربة السورية تحمل لقضيتنا الاحوازية دروساً عظيمة في مقاومة الاستبداد يجب أن نتعلم منها ونسير على خطاها، أهمها رص الصفوف وتوحيد الجهود وكذلك الالتزام بالقيم الإنسانية والكرامة الوطنية، اذ أعطى صمود الشعب السوري أمام المجازر وتضحياته الجسام، مثالا حيا على أن الإيمان بالعدالة والحرية هو السلاح الأقوى في مواجهة الطغاة ينبغي على شعبنا العربي الاحوازي ان يستلهم من القوة والإرادة التي حملتها الثورة السورية وأن يستلهم الدروس من صمود الشعب السوري البطل وتضحياته ليكون حافزاً لمواصلة النضال. إن معركتنا جميعا واحدة؛ معركة التحرر من الاستبداد والاستعمار، ومواجهة كل أشكال القهر والتبعية، وبناء وطن حر كريم يليق بتضحيات شعوبنا.
نحن واثقون ان سورية الحبيبة ستعود إلى تراثها السياسي الوطني التعددي الذي اصبح فيه فارس الخوري المسيحي رئيسا للوزراء في الأربعينيات من القرن الماضي وستعود إلى تراثها القومي عندما رفض رئيس الوزراء يوسف زعين الاحتلال الشاهنشاهي للأحواز ودافع عن حقوق شعبنا في ١٩٦٦ وواجه شاه إيران الديكتاتور. نحن كلنا أمل ان سورية سوف تعود كقلعة صلبة للقومية والحرية والديمقراطية وسوف تساند قضايا شعبنا الأحوازي من اجل الانعتاق والتحرر ونيل حقوقه المسلوبة. كما ننوه الثوار إلى أهمية استخلاص الدروس من ثورات الشعوب السابقة منها ثورة إيران عام 1979، التي غدر بها رجال الدين، مع التأكيد على الاهتمام بحقوق المرأة والأقليات والإثنيات والفئات المهمشة في سورية الشماء. اِننا في التجمع الاحوازي نعتقد أن النصر السريع وسقوط النظام الاستبدادي الذي تحقق في سوريا في المدن والمحافظات أولاً، ثم العاصمة دمشق، يمكن أن يتكرر في إيران وفق ظروفها الخاصة. ويؤكد التجمع أن عصرنا هو عصر غلبة المحيط على المركز، مما يبرز دور المحيط والهامش في تحقيق الغلبة والانتصارعلى الاستبداد.