بيان التجمع الأحوازي في الذكرى المئوية لاحتلال مملكة عربستان (الأحواز)

من  نيسان  إلى  نيسان،  قرن  من الاستعمار،  والصمود والنضال

في  مثل  هذا  اليوم  من  عام  ١٩٢٥، أسدل  الستار  على  السيادة  الأحوازية، بعد  أن  قامت  القوات  الإيرانية  البهلوية، بدعم  مباشر  من  بريطانيا، باحتلال مملكة  عربستان  المحمرة،  واختطاف أميرها  الشرعي  الشيخ  خزعل  الكعبي، لتبدأ  مرحلة  سوداء  من  الاستعمار والاضطهاد،  لا  تزال  مستمرة  حتى  يومنا هذا.

 

لقد  شكل  هذا  انتهاكا  صريحا  لحق تقرير  المصير،  وفتح  الباب  أمام  سلسلة طويلة  من  المجازر  والجرائم  التي استهدفت  الإنسان  الأحوازي  وهويته، وثقافته،  وحقوقه  الوطنية.  فأول  مجزرة وقعت  بعد  قيام  أبناء  شعبنا  بانتفاضة شعبية  عرفت  ب  "ثورة  الغلمان"  في المحمرة  في  الأشهر  الأولى  من  احتلال مملكة  عربستان،  والتي  قوبلت  بالقمع المدفعي  والقصف  البحري  من  سفينة“ خوزستان،  ما  أدى  إلى  استشهاد  ما  لا يقل  عن  ٧٠٠  عربي،  وفق  الوثائق الرسمية آنذاك. ثانيا  إعدام  ٣٠٠  سجين  في  مدينة الأحواز  بعد  دخول  قوات  الشاه  رضا بهلوي  إلى  المحمرة. ثالثا  مقتل  ١٠٠  فلاح  عربي  أحوازي خلال  قمع  انتفاضة  اندلعت  في  معظم قرى  عربستان  عام  ١٩٢٨. رابعا  استشهاد  ٨٠  مقاوما  في  معركة الونج  بقيادة  حيدر  الطليل . خامسا  ترحيل  ١٥٠٠  شخص  من منطقة  بني  طرف  والحويزة  إلى  طهران سيرا  على  الأقدام،  مات  منهم  أكثر  من ١٢٠٠  في  جريمة  ترحيل  قسري  يعاقب عليها  القانون  الدولي. سادسا  مجزرة  المحمرة  عام  ١٩٧٩  التي أسفرت عنقتل  وجرح  أكثر  من  ٥٠٠ شخص. سابعا  مجزرة  أبريل-  نيسان  ٢٠٠٥  التي سقط  فيها  ٥٣  شخصا  أثناء  احتجاجات سلمية  ضد  سياسات  تغيير  التركيبة السكانية  لمصلحة  غير  العرب. ثامنا  مجزرة  معشور  في  نوفمبر  ٢٠١٩، قتل  فيها  أكثر  من  ٤٠٠  عربي  باستخدام الأسلحة  الخفيفة  والثقيلة.  كل  هذه الجرائم  تشكل  انتهاكات  جسيمة  للقانون الدولي  الإنساني،  وترتقي  إلى  مصاف الجرائم  ضد  الإنسانية.

الآثار  القانونية  والثقافية  والاجتماعية للاحتلال

.لم  يكن  الاحتلال  جغرافيا  فقط،  بل  غير ملامح  الحياة  الأحوازية  بالكامل

قانونيا: تم  إسقاط  الكيان  السياسي  الأحوازي ودمجه  قسرا  في  منظومة  الدولة الإيرانية  دون  استفتاء  أو  رأي  الشعب الأحوازي. حرم  الشعب  الأحوازي  من  أبسط حقوقه  السياسية   والمدنية،  بما  في  ذلك إنشاء  الأحزاب،  والمشاركة  في  تقرير مصيره

ثقافيا: فرضت  سياسة  تفريس  ممنهجة،  شملت منع  اللغة  العربية،  وتشويه  التاريخ، وتغيير  أسماء  المدن  والقرى  والأمكنة الطبيعية  والجغرافية. حرم  الشعب  الاحوازي  من  كل  نشاط ثقافي  مستقل،  وتمت  ملاحقة  الشعراء والمثقفين  والناشطين  الوطنيين  وتم اغتيال  العديد منهم 

اجتماعيا  واقتصاديا: يعاني  الأحوازيون  من  أعلى  نسب  الفقر والبطالة  رغم  غنى  الإقليم  (مملكة عربستان  سابقا)  بالثروات  النفطية. تم  تجفيف  الأنهار  والأهوار  وتدمير البيئة  وحرمان  السكان  من مياههافرضت  سياسات  تغيير  ديموغرافي  عبر توطين  غير  العرب  ومنحهم الامتيازات

سبل  المواجهة والاستمرار

في  وجه  هذا  الواقع،  لا  يزال  شعبنا صامدا،  يواجه  الاحتلال  بسلاح  الوعي والانتماء.  وقد  أثبتت  انتفاضات  ٢٠٠٥ و  ٢٠١٩  و٢٠٢١  أن  الهوية  العربية  في الأحواز  لم  تكسر،  وأن  جذوة  التحرر  لا تنطفئ.  وإيمانا  منا  بأن  نضالنا  يجب  أن يكون  منظما  وشاملا،  فإننا  نؤكد  في التجمع  الأحوازي  على  النقاط التالية:

 اولا تعزيز العمل الثقافي والإعلامي الأحوازي في الداخل والخارج للحفاظ على الهوية العربية وفضح سياسات التفريس •
ثانيا العمل على بناء وحدة وطنية حقيقية تشمل كل مناطق الإقليم، وتكثيف الجهد التوعوي في المناطق الأقل تفاعلا •
 ثالثا توسيع التحالفات مع الشعوب غيرالفارسية التي تتقاسم معنا المعاناة والنضال ضد نظام الهيمنة في طهران •

 

في  الختام  نوجه  نداءنا  إلى  المؤسسات الدولية،  والبرلمانات  والمؤسسات الحقوقية  والمدنية  العربية  والغربية، وكافة  القوى  الحرة  في  العالم،  للتضامن مع  شعبنا  الاحوازي  ودعم  نضاله للحيلولة  دون  استمرار  الجرائم  التي ترتكب ضده.

المجد  لشهدائنا  منذ  20  نيسان  1925 حتى  اليوم.  الحرية  لأسرانا  في  سجون الاحتلال. والنصر  لشعبنا  العربي

العشرين من ابريل نيسان 2025

التجمع الأحوازي

Scroll to Top